العودة الى جميع البيانات الصحفية

الملك يهنئ بعيد الاستقلال ويفتتح المنتدى الاقتصادي

25 أيار 2013


البحر الميت - هنأ جلالة الملك عبدالله الثاني أبناء وبنات الوطن بعيد الاستقلال، "الذي ضحى في سبيله الرعيل الأول لتحرير الإرادة الوطنية، وبناء المستقبل الأفضل، والذي يجسد التضحية، والانتماء، وتحمل المسؤولية، لبناء الأردن، والحفاظ على أمنه واستقراره ومنجزاته".
جاء ذلك في مستهل كلمة جلالة الملك في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منطقة البحر الميت اليوم السبت، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وعدد من أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين، حيث أكد جلالته "أننا ونحن نحتفل اليوم باستقلال بلدنا الحبيب، نحتفي بمواطنينا، في الماضي والحاضر، ونتطلع إلى المستقبل".

وشدد جلالته في الكلمة، التي ألقاها أمام أكثر من 900 مشارك من 50 دولة، يمثلون رؤساء دول وحكومات وشخصيات سياسية واقتصادية وفكرية وقادة أعمال، على أن "الإصلاح والديمقراطية والسلام عمليات مستمرة لا تتوقف"، مبينا أن تحقيق "المستقبل الآمن والمستقر لنا جميعا يتطلب منا أن نسخر جميع إمكاناتنا، وأن ننسق فيما بيننا كي نصنعه".
وقال جلالته: "إننا نمضي تاركين وراءنا حقبة تاريخية من التحدي الاقتصادي اتسمت بتباطؤ الاقتصاد العالمي، والاضطرابات الإقليمية، والتعافي البطيء في الاقتصاديات العالمية الكبرى. ولا تقتصر المهمة أمامنا على تحقيق التعافي فحسب، بل علينا تحفيز النمو من جديد. فالأزمة الاقتصادية الأكثر إلحاحا في منطقتنا - وهي البطالة بين الشباب - تتطلب منا اتخاذ إجراءات عملية، ومضاعفة جهود الإغاثة الفورية، لتلبية الاحتياجات العاجلة، ووضع استراتيجيات شاملة، تحقق معدلات نمو مرتفعة لتوفير الملايين من فرص العمل بالسرعة الممكنة".
وأضاف جلالته "إننا نسعى إلى النمو الشامل، الذي يعد مفتاحا لتوفير فرص العمل في الحاضر والمستقبل. ويدرك الأردن الدور المحوري للقطاع الخاص. فمنذ أكثر من عشر سنوات ونحن نعمل على إزالة المعيقات أمام المشاريع، وعلى الاندماج في الاقتصاد العالمي والإقليمي. ولدينا اتفاقيات تجارة حرة توصلنا إلى أكثر من مليار مستهلك. وقد استثمرنا في البنية التحتية والخدمات العامة، وفي أعظم وأعز ما لدى الأردن - في شعبنا. وقد التفتت شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها إلى قوانا العاملة الشابة الماهرة في شؤون التكنولوجيا، مما ساعد في جعل الأردن رائدا في المنطقة في هذا المجال".

وأشار جلالته: "وفي الجانب السياسي، فإننا نقوم بإرساء أسس حكومة برلمانية فاعلة وقائمة على أساس حزبي، يحميها دستورنا، وهو عماد الحقوق والقوانين النافذة في بلدنا. وفي كانون الثاني من هذا العام، شهدت الانتخابات النيابية واحدة من أعلى نسب الاقتراع في تاريخ الأردن، وحققت رقما قياسيا في المرشحين المتنافسين على المقاعد، ووصلت نسبة البرلمانيين الجدد إلى ستين بالمائة. كما جرت عملية تشاورية لاختيار رئيس الوزراء، وها هي تجربة أول حكومة برلمانية ماضية في طريقها".وعبر جلالته عن فخره "بصورة خاصة بالشباب الأردنيين، ممن انضموا إلى هذه المنتديات على مر السنين – شباب وشابات حملوا صوت الجيل الجديد إلى الحوارات. فهؤلاء وأقرانهم من مختلف أنحاء المنطقة، الذين يعملون جاهدين من أجل عالم أفضل، هم عماد مستقبلنا".

وعلى هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، عدة لقاءات . فقد التقى جلالته أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، حيث جرى البحث في عدد من القضايا الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها، خصوصا الوضع المتفاقم على الساحة السورية، وجهود تحقيق السلام العادل والشامل.
وأكد جلالته خلال اللقاء، الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير فيصل بن الحسين، موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي انتقالي شامل للأزمة السورية، مبينا جلالته أن الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين تضع أعباء هائلة على الأردن وموارده، ما يستدعي استمرار المجتمع الدولي بدعم المملكة وإمكاناتها.كما جرى بحث جهود تحقيق السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي استنادا إلى حل الدولتين.وفي هذا الصدد، شدد جلالته على أن الأردن سيواصل العمل مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر وصولا إلى إحياء فعلي وحقيقي لمفاوضات السلام التي تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي. ولفت جلالته إلى ضرورة استثمار مبادرة السلام العربية في الوصول إلى السلام العادل والشامل في المنطقة، وعدم إضاعة هذه الفرصة.

من جهته، ثمن الدكتور العربي استضافة الأردن لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يوفر فرص استثمارية مهمة ويفتح أبواب الحوار بين قيادات وممثلي مختلف القطاعات في الشرق الأوسط، وفي تسليط الضوء على أبرز قضايا المنطقة.
وأعرب عن تقديره لمواقف جلالة الملك الداعمة للقضايا العربية، وتحقيق السلام العادل في المنطقة. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري.
كما التقى جلالة الملك، على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، عضوي مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جون ماكين والسيناتور روبرت منيندز، وعضو مجلس النواب الأميركي كاي جرانجر.

وتناول اللقاء، الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، علاقات التعاون الأردنية الأميركية، وسبل تعزيزها والبناء عليها في مختلف المجالات، حيث أعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن لتنفيذ برامجه التنموية. كما جرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مستقبل عملية السلام، وتطورات الأزمة السورية.

وأعرب جلالته عن تقديره للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لكسر الجمود في العملية السلمية، مؤكدا في هذا السياق أن الأردن سيواصل مساعيه وجهوده إلى جانب الإدارة الأميركية والأطراف المعنية الأخرى بهدف التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنادا إلى حل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لبلوغ هدف تحقيق السلام النهائي.
وجدد جلالته التأكيد على ضرورة بذل جميع الجهود وعلى مختلف المستويات الإقليمية والدولية لإنهاء معاناة الشعب السوري، وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية.
من جانبهم، عبر أعضاء الكونغرس الأميركي عن تثمينهم لجهود جلالة الملك لتحقيق السلام، وأشادوا بحكمة جلالته في التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، مؤكدين أنهم سيعملون مع الإدارة الأمريكية لحفز المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم للأردن للتعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، وفي تنفيذ مشاريعه التنموية.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وسفيرة الأردن في واشنطن الدكتور علياء بوران، والسفير الأميركي في عمان ستيوارت جونز.