العودة الى جميع البيانات الصحفية

ولي العهد يرعى تخريج طلبة برامج الدراسات العليا بجامعة اليرموك

18 حزيران 2019
ولي العهد يرعى تخريج طلبة برامج الدراسات العليا بجامعة اليرموك

رعى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، اليوم الثلاثاء، حفل تخريج الفوج الأربعين لطلبة الدراسات العليا في جامعة اليرموك للعام الأكاديمي 2018/2019، حيث سلم سموه الشهادات لـ 226 خريجا.

وأكد سموه في كلمته في حفل التخريج أن الأردن، الذي بُني بطموح وإرادة الآباء والأجداد، مستمر بالتقدم والبناء بهمة شبابه الذين هم أغلى ما يملك وهم عزيمته وأمله.

وقال سموه مخاطبا الخريجين "ها هو الأردن ينظر إليكم وينتظر عطاءكم، فلا تبخلوا عليه بإرادتكم، كونوا طموحين لأنفسكم وللأردن، وشقوا الصخر إن اعترضكم، فالوطن هو أغلى ما نملك".

وتاليا النص الكامل لكلمة سمو ولي العهد:

"بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين.

رئيس الجامعة،

الخريجون الأعزاء،

أسرة جامعة اليرموك،                                      

أيها الحفل الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،

سعيد أن أكون بينكم اليوم، لأشارك أسرة جامعة اليرموك تخرج فوجها الأربعين، وأن أكون في هذه المدينة الغالية على قلوبنا، إربد، إربد التاريخ والحاضر والغد.

كلي فخر وتواضع أن أحدثكم من المنبر ذاته الذي وقف عليه جدي الحسين، رحمه الله؛ ووالدي عبدالله الثاني، أطال الله في عمره؛ وخاطبوا طلائع الخريجين من شبابنا الأردني.

إخواني وأخواتي،

مبارك التخرج، مبارك نجاحكم، جعله الله على سبيل الدوام، من نجاح إلى نجاح، ومن تميز إلى تميز، ألف مبروك.

لا شك بأن رحلتكم لم تكن سهلة، ولم تكن ممكنة؛ لولا أن توافرت لكم الفرصة، وكان لديكم الطموح، فإن اجتمعا كان النجاح ثالثهما.

سأبدأ بالفرصة، لأن من أتاحها لكم - ولهم الفضل من بعد الله - معنا هنا اليوم. عيونهم تلمع فرحا وفخرا... هم من ضحوا لتتعلموا، من سكن الأرق جفونهم، ومن لم يفارق الدعاء قلوبهم ليل نهار. وسأكون لسان حال الخريجين وأقول للأهل جميعا:

شكرا من كل ابن وابنة، فرضاكم، وفخركم، وثقتكم هي الدافع دائما.  شكرا على دعمكم وتضحياتكم.

أما الطموح، فأرى الكثير منه في هذه القاعة. ثابرتم، وعملتم بجد ووصلتم الليل بالنهار لسنوات طويلة لتكونوا هنا اليوم، فطموحكم أبى أن يرضى لكم السهل أسوة بوطنكم.

طموح الأردن، طموح له أبناؤه. لم يجد أجدادنا في الأرض آبارا، فشقوا الصخر مدنا، درسوا، ودرّسوا، وجابوا العالم بخبراتهم، ولا ينكر أحد كفاءة الأردني ومهنيته، ولا قدرته على الصمود في وجه الشدائد.

نستمد ذلك الصمود من قيمنا، ومن ثوابتنا التي تبقي الأردني قويا، لا يهتز مهما عصفت به التحديات، ثابتا، ثابتا، لا يساوم على مبادئه وأولوياته، وعلى رأسها كرامته، لهذا، لن يتنازل الأردن - ملكا وشعبا- عن وصاية المقدسات في القدس.

لهذا، يفتح ذراعيه وحدوده لمن لجأ إليه. لهذا، هو الأجمل، والأكثر أمنا والأعمق تعايشا، رغم كل شيء.

الحضور الكرام...

طموح الأردن وثوابته هما ضمانة تقدمه، واليوم يواجه العالم تغيرات وتحديات اقتصادية، وبلدنا ليس استثناء. قد يحيط المستقبل كثير من الضبابية، لكننا على يقين تام بأن الأردن لم يخط، ولن يخطو يوما، خطوة للوراء، بل سيتقدم كما يفعل دائما.

أيها الخريجون،

أنتم أهل العلم، أنتم - وجميع شباب وشابات هذا الجيل – مستأمنون على هذا الوطن، وهو ينظر إليكم جميعا بعين الثقة، لتصروا على المشاركة في بنائه، لتبنوا قراراتكم على الحقائق والمعلومات الموثوقة، فلا تدعوا الشك والآراء الهدامة تئد أحلامكم، ولتشقوا طرقا تفتح لكم آفاقا جديدة. وأستشهد، هنا، بما قاله جلالة سيدنا من على هذا المنبر: "في المستقبل، ستصبحون أنتم من تخلقون فرص العمل، وليس من سيبحث عنها".

الحضور الكرام،

لقد بني هذا الوطن وتقدم بطموح وإرادة الآباء والأجداد، لأنهم آمنوا بالأردن، آمنوا بأنهم أغلى ما يملك، وأنتم، يا شباب هذا الوطن، أغلى ما يملك، أنتم عزيمته وأنتم أمله، مهما ادعى المشككون والمتخاذلون.

وها هو الأردن ينظر إليكم وينتظر عطاءكم، فلا تبخلوا عليه بإرادتكم، كونوا طموحين لأنفسكم وللأردن، وشقوا الصخر إن اعترضكم، كونوا مع الطالب في الدرس ومع الجندي على الحدود بأفكاركم وأرواحكم الزكية، فالوطن - أيها الإخوة والأخوات – هو أغلى ما نملك، الوطن أغلى ما نملك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

من جهته، قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي في كلمته "تزهو جامعة اليرموك بكم يا سيدي في رحابها لتحتفل برعايتكم الكريمة بتخريج ثلة من خريجي برامج الدراسات العليا فيها للعام الأكاديمي 2018/2019م. وللجامعة من اسمها نصيب، فهي النهر والمعركة والجامعة، ولكل اسم من هذه الأسماء ارتباط بالهاشميين".

وأضاف أن الجامعة ومنذ تأسيسها شهدت تطوراً كبيرا مما جعل منها منارة علم مرموقة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، بدلالة الزيادة الملحوظة في عدد الطلبة، فبالإضافة للطلبة الأردنيين هناك طلبة آخرون ينتمون لحوالي 42 جنسية عربية وأجنبية.

وأشار إلى أن رؤية الجامعة تركز على الريادة والتميز في مجالات التعليم والتعلم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وأن رسالتها هي إعداد الكفاءات العلمية في مختلف حقول العلم والمعرفة مــن خـلال تقديــم تعليــم متميــز، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع ويسـهم فـي بناء اقتصـاد المعرفـة مـن خـلال إيجـاد بيئـة جامعيـة محفـزة للإبداع، ومــن خــلال حريــة الفكــر والتعبيــر والاستجابة لمتطلبــات المجتمــع والتطــور العلمــي.

وعن الخطط التطويرية للجامعة، بين الدكتور كفافي أن الجامعة تجري اتصالات مع عدد من المستثمرين لبناء مشفى تعليمي جامعي، وفندق. كما أن للجامعة مشاريع أكاديمية تشاركية في مجالات عدة.

وقال إن رعايتكم السامية لتخريج كوكبة جديدة من أبناء الوطن من حملة شهادات الدراسات العليا وتحديدا الفوج الأربعين، تتزامن مع احتفالات المملكة بأعياد الوطن التي تعكس نجاح الإرادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للمضي بالأردن على طريق البناء والإنجاز والنهضة والنماء.

وألقت الطالبة هزامة معابرة كلمة باسم الخريجين عبرت فيها عن سعادتهم بالتخرج بعد مسيرة علمية مكنتهم من اكتساب العلم والمعرفة فضلا عن بناء الشخصية، وتنمية الحس بالمسؤولية، والتهيئة لسوق العمل.

وقدمت الشكر للجامعة ممثلة بأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية لجهودهم في تنمية روح البحث والتحصيل العلمي لدى الطلبة ليكونوا مؤهلين ومتسلحين بكل أنواع المعرفة لخدمة الوطن والمشاركة في مسيرة التنمية والنهضة والبناء.

وحضر حفل التخريج ذوو الخريجين.